• البكيرية 52725, المملكة العربية السعودية
  • ساعات الزيارة: 04:00 م - 08:00 م

عن مقصورة الراجحى - مقصورة الراجحى

مقصورة الراجحي

تحفة تراثية تنبض بالأصالة والحكايات

 

منظر خارجى 1ناصر الراجحي: رحلة كفاح وعمارة التاريخ

النسب والأصول

 

ينتمي الجد ناصر بن راجح الراجحي إلى قبيلة بني زيد، وهي واحدة من القبائل العريقة في نجد والمعروفة برجالاتها الذين أسهموا في بناء تاريخ المنطقة وإعمارها. تميز ناصر الراجحي برؤيته الطموحة وروح المبادرة التي جعلته شخصية بارزة في محيطه الاجتماعي.

 

الرحلة إلى البكيرية

 

في القرن الثاني عشر الهجري، بدأ ناصر الراجحي رحلة طويلة بحثاً عن الاستقرار والأرض الخصبة. مرّ بعدة محطات في نجد، بدءاً من عنيزة، ثم الخبراء، وصولاً إلى الهلالية، قبل أن يتخذ قراره النهائي بالاستقرار في مدينة البكيرية.

كانت هذه الخطوة نتيجة لإدراكه موقع البكيرية الاستراتيجي وخصوبة أراضيها، إلى جانب طبيعتها التي تتيح فرص العيش الكريم.

 

 

تأسيس المقصورة وبناء الحياة

بعد استقراره في البكيرية، لم يضيع ناصر الراجحي الوقت، فبدأ ببناء معلم يعكس رؤيته وشخصيته القيادية. قام بحفر بئر المقصورة، الذي أصبح لاحقاً من أهم مصادر المياه في المنطقة، حيث عُدَّ ثاني أكبر بئر في الجزيرة العربية.

ثم قام ببناء المقصورة التي لم تكن مجرد منزل عادي، بل حصن متكامل يضم أماكن للسكن، مخازن للتمور والمؤونة، ومسجداً يحتل مكانة روحية كبيرة.

 

 

 

 

 

الارتباط بالمجتمع والضيافة

كان ناصر الراجحي معروفاً بحسن ضيافته وكرمه البارز، حيث كان مجلس القهوة في المقصورة يعج بالضيوف وأبناء المنطقة. لم يكن المجلس مكاناً لقضاء الوقت فقط، بل مركزاً للمشورة والنقاش في مختلف شؤون الحياة، حيث كانت آراؤه تحظى بالاحترام بين أبناء البكيرية.

 

مناظر خارجية مقصورة الراجحى

إرث مستمر عبر الأجيال

 

أصبح ناصر الراجحي رمزاً للعزيمة والصبر، وحكاية ملهمة في تاريخ البكيرية. ترك وراءه إرثاً مادياً ومعنوياً، حيث ظلت مقصورة الراجحي شاهداً على قصة كفاحه وحرصه على بناء أسس الحياة المستدامة لأسرته وأهل منطقته.

هذا الإرث العريق لم يكن مجرد ذاكرة للماضي، بل رمزاً يروي للأجيال القادمة قصة رجل لم يكن مجرد مستوطن بل باني نهضة ومؤسس معلم تاريخي في قلب القصيم.

 

 

المقصورة: حصن متكامل يعانق التاريخ  منظر خارجى 11

تُعد مقصورة الراجحي رمزاً من رموز العمارة النجدية الأصيلة، حيث تتجسد في تفاصيلها عبقرية التصميم وبراعة البناء التراثي. بنيت المقصورة بأبراجها وجدرانها السميكة لتكون ملاذاً آمناً وحصناً متكاملاً يلبي احتياجات الحياة اليومية. يتألف المبنى من دورين؛ الأول مخصص لاستقبال الضيوف وتخزين المؤونة، بينما يضم الدور الثاني غرف السكن العائلية.

أحد أبرز معالم المقصورة هو غرفة المصك، التي تُعرف بهذا الاسم نظرًا لإحكام إغلاقها، حيث كانت تُستخدم لحفظ التمور بطريقة تمنع دخول الهواء أو الرطوبة، مما يضمن تخزينها لفترات طويلة دون أن تتعرض للتلف. هذا العنصر يعكس براعة الأجداد في تكييف أساليبهم مع متطلبات الحياة اليومية.

 

 

المسجد: منارة إيمانية ونظام مبتكر لتوفير المياه

 

من بعيد، تستقبلك مئذنة مسجد الراجحي التي ترتفع شامخة لتعلن عن مكانة المسجد كأحد أقدم وأهم المعالم في المقصورة. يتميز المسجد بتصميمه النبيل الذي يعكس الطراز النجدي الأصيل، حيث توجد فتحات تهوية مثلثة الشكل توفر أجواءً معتدلة داخل المسجد طوال العام.

ما يميز المسجد ليس فقط تصميمه الجميل، بل أيضاً قناة ماء سرية تأتي من تحت المقصورة، وتعمل كمصدر مياه يغذي المسجد في أوقات الأزمات أو ندرة المياه. هذا النظام المبتكر يعكس عبقرية الجد ناصر الراجحي في تصميم بنية تحتية تدعم استمرارية الحياة والعبادة حتى في أصعب الظروف.

 

 

 

 

 

 

السواني والبئر: شريان الحياة ورمز الأسرة

في زاوية المقصورة، تقف البئر التاريخية شاهدة على عبقرية الجد ناصر الراجحي، حيث تعتبر ثاني أكبر بئر في الجزيرة العربية. هذا الصرح المائي لم يكن مجرد مصدر حياة، بل رمزاً لقوة التصميم والإبداع في توفير المياه وسط بيئة صحراوية.

إلى جانب البئر، تعمل “السواني” التي تجرّها الإبل لاستخراج المياه من عمق الأرض. يتفرد هذا الموقع بوجود 12 غرباً للماء، وهو عدد يعكس الرمز الفعلي لعدد أبناء الجد ناصر الراجحي من بنين وبنات، ليصبح المكان تجسيداً رمزياً لعائلته الكبيرة. صوت دوران الغروب وصخب الحياة المحيطة بالبئر كان رمزاً للجد والاجتهاد ومعلمًا بارزًا في حياة أهل المقصورة.

 

 

 

 

 

مجلس القهوة: عراقة الضيافة وأحاديث الأجيال

في مجلس القهوة، يتجلّى كرم أهل المقصورة بأبهى صوره. يتميز المجلس بأرائك منسوجة يدوياً، ودلال القهوة التي تصطف على “الوجار” برونقها التراثي. فوق الموقد “الوجار”، تُعد القهوة العربية الأصيلة التي كانت رمزاً للترحيب وحسن الضيافة. في سقف المجلس، تظهر “السماوة” وهي فتحة تسمح بدخول الضوء والهواء، مضيفة جواً طبيعياً فريداً للجلسات. النقوش الجدارية والوصايا الأثرية المعلقة تعكس ارتباط المكان بتقاليد الآباء والأجداد، حيث كانت المشورة والنقاشات تملأ أجواء المجلس.

 

 

 

 

 

دعوة لاكتشاف أسرار المقصورة

إن مقصورة الراجحي ليست مجرد بناء عتيق، بل حكاية متكاملة تجمع بين أصالة التراث وروعة التفاصيل. ندعوك لزيارة هذا المكان الساحر واستكشاف تراثياته الفريدة من غرفة المصك إلى البئر والسواني والمسجد بمصدر مياهه السري، حيث يعيش الماضي ويتجدد في كل ركن وزاوية.

 

 

إرث مستمر عبر الأجيال

جولة داخل المقصورة

Image

المقصورة: حصن متكامل يعانق التاريخ

تُعد مقصورة الراجحي رمزاً من رموز العمارة النجدية الأصيلة، حيث تتجسد في تفاصيلها عبقرية التصميم وبراعة البناء التراثي. بنيت المقصورة بأبراجها وجدرانها السميكة لتكون ملاذاً آمناً وحصناً متكاملاً يلبي احتياجات الحياة اليومية.

مواعيد الزيارة

طوال الأسبوع من بعد العصر حتى آذان المغرب

موقعنا

البكيرية 52725, المملكة العربية السعودية